بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأنوار والشموع

الكنيسة الأرثوذكسية تتميز بأنوارها وتستخدم الشموع فى صلواتها للأسباب التالية :
1- أمر الرب موسى بإضاءة السرج بزيت زيتون نقى فى خيمة الإجتماع " و أنت تأمر بني إسرائيل ان يقدموا إليك زيت زيتون مرضوض نقيا للضوء لاصعاد السرج دائماً في خيمة الاجتماع خارج الحجاب الذي أمام الشهادة يرتبها هرون و بنوه من المساء إلى الصباح أمام الرب فريضة دهرية في أجيالهم " ( خر 27 : 20 ، 21 ) 00 كلمة فريضة دهرية معناها أن النور مستمر فى العهد الجديد ، وهل النور كان رمزاً فلما جاء المسيح أبطل الرمز ؟ !!!
2- ومن أهتمام الرب بإضاءة السرج أن إطفاءها كان يعتبر خيانة للرب " لان آباءنا خانوا و عملوا الشر في عيني الرب إلهنا و تركوه و حولوا وجوههم عن مسكن الرب و أعطوا قفا 000 اطفاوا السرج " ( 2 أى 29 : 6 ، 7 ) وهذا يرينا مدى أهتمام الرب بإضاءة الأنوار فى بيته 0
3- ولأهتمام الرب بالأنوار أمر بعمل منارة وسرج من الذهب النقى ( خر 25 : 31 ) ( خر 37 : 17 ) ( 2 أى 4 : 20 )0
4- وكنيسة الرسل أهتمت بالأنوار فالعلية التى كان يعظ فيها بولس الرسول بعد كسر الخبز" كانت مصابيح كثيرة فى العلية التى كانوا مجتمعين فيها"( أع 20 : 8 )
5- والكنيسة يجب أن تكون مملوءة بالأنوار لحلول الله فيها : والله هو النور
( 1 يو 1 : 5 ) والساكن فى النور الذى لا يدنى منه ( 1 تى 6 : 16 ) وهو الذى ينير كل العالم " أنا هو نور العالم " ( يو 8 : 12 ) 0
6- والكنيسة نشبهها بالسماء إذ هى بيت الله أو مسكنه " ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء " ( تك 28 : 17 ) لذا فهى تضاء بأنوار القناديل والمصابيح التى هى أشبه بالنجوم فى السماء 0
7- والكنيسة فى الأرض هى رمز لأورشليم السمائية التى قيل عنها " مجد الله قد أنارها " ( رؤ 21 : 23 ) لذا يجب أن تكون الكنيسة مملؤة بالأنوار 0
8- والكنيسة لقبت بالمنارة " السبع منائر هى السبع الكنائس " ( رؤ 1 : 20 )


9- والكنيسة تكون منيرة إشارة إلى ملائكة السماء ، والملائكة كانت تصعد وتنزل على السلم الذى رآه يعقوب فى بيت إيل ( تك 28 : 12 ) والملائكة يرمز لهم بالنور
( 2 كو 11 : 14 ) 0
10- وترمز أنوار الكنيسة إلى القديسين حسب قول الرب " أنتم نور العالم 000 فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات " ( مت 5 : 14 ، 16 ) وشبههم فى تلك المناسبة بالسراج الذى يوضع على المنارة ( مت 5 : 15 ) وذكر الإنجيل أيضاً " الأبرار يضيؤن كالشمس فى ملكوت أبيهم " ( مت 13 : 43 ) والقديس يوحنا المعمدان – كمثال – قال عنه الرب " كان هو السراج الموقد المنير " ( يو 5 : 35 ) 0
11- والسرج التى تضاء بالزيت لها معنى روحى لأن الزيت يرمز للروح القدس إذ كان الزيت يستخدم فى المسحة فيحل روح الرب كما مسح صموئيل داود فحل عليه روح الرب " ( 1 صم 16 : 13 ) وفى العهد الجديد يقول الرسول " وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شئ 000 وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كمل نعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق وليست كذباً كما علمتكم تثبتون فيه " ( 1 يو 2 : 20 ، 27 ) هنا الكلام عن سر الميرون المقدس 0
12- وإضاءة السرج تشير إلى الأستعداد الدائم والسهر المستمر والأحتفاظ بعمل الروح القدس فى القلب إذ يقول الرب " لتكن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة وأنتم أيضاً تشبهون أناساً ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس 000 طوبى لأولئك العبيد الذين إذع جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ( لو 12 : 35 – 37 ) ، وأعطى الرب لنا مثلاً بالعذارى الحكيمات اللائى كانت مصابيحهن موقدة ، بينما الجاهلات انطفأت مصابيحهن " ( مت 25 : 1 – 12 ) ، إن الزيت فى المصابيح يرمز عمل الروح القدس فى القلب واستمراره موقداً يرمز إلى السهر الدائم فى حفظ القلب مرتبطاً بعمل الروح فيه 0
13- ورؤية الإنسان للنور فى الكنيسة يوحى إليه بواجبه فى الاحتفاظ بالنور داخله وأن يكون مصباحه موقد " تضيؤن بينهم كأنوار فى العالم " ( فى 2 : 15 )
14- وضوء الشموع الخافت يوحى بالخشوع والرهبة 000
15- والشموع التى نضعها أمام أيقونات القديسين تذكرنا بأنهم كانوا أنوار فى جيلهم وتذكرنا بدروس روحية جميلة منها :
+ شمع النحل المصنوع منه الشمع : يجمعه النحل من رحيق الأزهار ذو الرائحة الذكية ، يشير إلى القديسين فى كونهم رائحة المسيح الذكية ( 2 كو 2 : 15 )


+ الخيط فى وسط الشمعة : يشير إلى القديسين فى نقاوة قلوبهم التي استحقوا من أجلها قول الرب " طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( مت 5 : 8 )
+ والشمعة فى احتراقها وذوبانها من أجل الإنارة للآخرين تشير إلى القديسين فى عطائهم وبذلهم وتضحيتهم من اجل الرب ومن أجل الناس " 00 حبيبينا برنابا وبولس رجلين بذلا أنفسهما لأجل أسم ربنا يسوع المسيح " ( أع 15 : 26 )
+ مداعبة الهواء لنور الشمعة يشير إلى الضيقات التي كان يلاقيها القديسون كقول بولس الرسول " بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله " ( أع 14 : 22 )
+ وللدلالة على كونهم نور للعالم ( مت 5 : 14 )
+ وللدلالة على أنهم كواكب مضيئة فى سماء الكنيسة ( دا 12 : 3 )
+ والشمعة تحتاج إلى مصدر خارجي لإنارتها مما يدل على أن القديسين منيرين ليس بطبيعتهم بل بنور المسيح الذي فيهم 0
+ والفتيلة التي داخل الشمعة دليلاً على أهمية الحياة الداخلية والعمل الجوانى للرب فى القلب 0
16- الضوء فى شرقية الهيكل ( حضن الآب = الباندوكراطور ) إشارة إلى النجم الذى ظهر للمجوس فى المشرق وقدادهم نحو الرب نهاراً وليلاً (مت 2 ) وهو لا يطفأ أبداً ويسمى akoimitos أى الذى لا ينام 0
17- والشمعتان اللتان توضعان على المذبح إشارة إلى الملاكان فى قصة القيامة " فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس و الاخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً " (يوحنا 20 : 12) وإشارة إلى العهدين القديم والجديد ، وللدلالة على سمو ومجد وجلال الذبيحة المقدسة ، وللدلالة على نور السيد المسيح الذى يشرق علينا من خلال الذبيحة 0
18- وفى صلاة أفنوتى ناى نان يمسك الكاهن الصليب وعليه 3 شمعات :
+ إشارة إلى أن الفداء كان بموت المسيح الواحد من الثالوث نور العالم عنا 0
+ وإشارة أنه بالصليب نقلنا من الظلمة إلى النور ( 1 بط 2 : 9 )
+ إشارة إلى أن المسيح الذى صلب عنا هو نور العالم 0
19- وعند قراءة الإنجيل تقاد شمعتان :
+ إشارة إلى أن " الوصية مصباح والشريعة نور " ( أم 6 : 23 ) " سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى " ( مز 119 : 105 ) " وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد " ( مز 19 )
+ إشارة إلى العهد القديم والجديد 0
+ إشارة إلى الملاكين فى قصة القيامة ( يو 20 : 12 )


+ وقديماً كان هناك شمعة ثالثة تتقدم الإنجيل تشير إلى القديس يوحنا المعمدان الذى كان سراجاً موقداً منيراً ( يو 5 : 35 )
20- وفى دورة الحمل : ينير الشمامسة شموع إشارة إلى أن المسيح الذى قدم ذاته ليحمل خطايانا هو نور العالم الحقيقي الذي أنار حياتنا بنور قيامته المجيدة بعد أن حمل خطايانا على خشبة الصليب 0
21- وفى وقت التقديس يمسك الشمامسة الشموع إشارة إلى :
(أ) المسيح له المجد الذي قدم لنا ذبيحة جسده هو الذي 000
+ تنبأ عنه ملاخى " تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها " ( ملا 4 : 2 )
+ والمجوس قالوا عنه " رأينا نجمه فى المشرق " ( مت 2 :2 )
+ وفى ولادته مجد الرب أضاء حول الرعاة ( لو 2 : 9 )
+ وقال عن نفسه " أنا هو نور العالم " ( يو 8 : 12 )
+ وعلى جبل التجلى " أضاء وجهه كالشمس " ( مت 17 : 2 )
+ وعند ظهوره لشاول " أبرق حوله نور من السماء " ( أع 9 : 3 )
(ب) وإعلاناً أن من يتناول باستحقاق تستنير حياته 000
+ كما أستنار وجه موسى حين أقترب من الرب ( خر 34 )
+ وكقول الرب " من يتبعنى لا يمشى فى الظلمة ، بل يكون له نور الحياة "
( يو 8 : 12 )
(جـ) وإعلاناً لحضور القديسين والملائكة 0
(ء) وإيعازاً لراغبى التناول من الأسرار المقدسة أن يقتنوا نور القداسة
" فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور " ( يو 12 : 12 ) 0
22- وبعد العماد يمسك كل معمد شمعة - أو أشبينه – تعبيراً عن الاستنارة التى نالها فى سر المعمودية المقدسة 0
23- وفى سهرة أبو غالمسيس توضع 7 شمعات كما توضع 7 منارات " قناديل " إشارة إلى ما ذكر فى سفر الرؤيا عن المنائر السبع حيث يتمشى فى وسطها المسيح له المجد ، ونحن نسمى هذا اليوم سبت النور حيث أشرق فيه نور المسيح على الذين كانوا فى ظلمة الجحيم راقدين على رجاء القيامة 0
24- وفى الدورات التى تعمل فى الكنيسة يمسك الشمامسة شموعاً 000
+ تشبهاً بالعذارى الحكيمات التى كانت مصابيحهن موقدة عند قدوم العريس 0
+ أن فرحهم هو فرح سماوى مستنير بنور السماء 0